الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالجواب أنه يجوز الدعاء في الصلاة الفريضة قبل التسليم مثل قول” ربنا آتنا في الدينا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” كما يجوز الدعاء بعد التسليم مثل قول” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” والأصل في هذا ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دعا قبل التسليم وبعده ، فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ”(^[1])  وثبت أن ابنَ الزُّبيرِ  رضي الله عنه كان يقولُ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ حين يُسلِّمُ: ((لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إيَّاه، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ))، وكان يقول: (كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم – يُهلِّلُ بهنَّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ)(^[2]).

والأمر كذلك بالنسبة للنوافل فيجوز الدعاء قبل التسليم وبعده كل هذا جائز وأما ما يفعله بعض المصلين من رفع الدين بعد الصلاة ومسح الوجه فهذا لم يرد فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه، ولأن رفع اليدين بالدعاء موجب للاستجابة فلعله لا حرج منه إن شاء الله على ألا يكون ذلك عادة، أما مسح الوجه بعد الدعاء فلم يأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على فعله.

والله تعالى أعلم.

[1] أخرجه البخاري (1377) واللفظ له، ومسلم (588).

[2] رواه مسلم (594).