الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فليس هناك دليل على الحلف على المصحف، فلم يرد هذا عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ولا عن صحابته أو التابعين أو الأولين من السلف، وقد استُحدث هذا تعظيمًا لأمر الحلف، واستشعاره عظمة الكتاب الذي يحلف عليه.
والجواب عن هذا: أن الحالف يحلف بالله منزل القرآن، فلا يحتاج إذًا إلى ركن آخر يحلف عليه، فالذي نزل القرآن يعلم حلف عبد من عباده: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ (غافر: 19)، ﴿لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ (سبأ:3).
فاقتضى هذا عدم لزوم الحلف على المصحف، سواءٌ كان على ورق أم في آلة.
والله -تعالى- أعلم.