الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فظاهر سؤال الأخت أن زوجها لا يصوم وهو الآن مسافر، وتسأل عما إذا كان عليه كفارة.
والجواب: إن الصيام ركن من أركان الإسلام، وقد فرضه الله على كل مسلم مكلف فرض عين، فلا يجوز لأحد أن يتخلف عن صيامه إلا إذا كان مريضا أو مسافرا أو عاجزا، والأصل في هذا قول الله جل في علاه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]. وقوله تقدس اسمه: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ} [البقرة:184]. فهذا الذي لا يصوم رمضان فالجواب عليه من وجهين: الوجه الأول: إن كان يتركه متعمدا جاحدا لوجوبه فهذا والعياذ بالله يعد كافرا، تنطبق عليه أحكام الكفر ما لم يتب إلى الله.
الوجه الثاني: تركه للصيام تهاونا غير متعمد فهذا يعد عاصيا لله، وهو مثل تارك الصلاة تهاونا، وقد توعده الله بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:4-5]. والويل هناك العذاب الشديد أو واد في جهنم، فتارك الصيام مثل تارك الصلاة.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فإذا كان الزوج مسافرا فالمسافر مما يعذر في تأخير الصيام إلى رجوعه إلى بلده بمعنى أنه يفطر الأيام التي سافر فيها ثم يقضي ما فاته، فإذا قضى هذه الأيام لم يلزمه كفارة.
ولكن الأهم في المسألة قول الأخت أن المذكور في الأصل لا يصوم، فهذا إن كان عامدا متعمدا عدم الصيام جاحدا لوجوبه فهذا يعد كافرا. أما إن كان مهملا للصيام فهذا يعد عاصيا فحسابه على الله.
نرجو الله عز وجل أن يهدي كل عاص، وكل ضال عن سبيله.
والله تعالى أعلم.