الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فكل ما يفعله العبد بمشيئة الله وقدره، فالعبد وحده لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، فحركته وإرادته مرهونة بمشيئة الله وإرادته، وفي هذا نهى الله -عز وجل- العبد أن يقول سأفعل كذا ولا يستثني، فقال -عز وجل-: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ) (الكهف:33-34)، وقال -عز ذكره-: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير:29). والزواج من حركة العبد وإرادته، ولكن هذه الحركة وهذه الإرادة مبنية على مشيئة الله وإرادته، فهو المسير لعباده في حركاتهم وسكونهم وإرادتهم، وأن عليهم أن يتحركوا وهم مؤمنون بأن الله -عز وجل- هو الذي يسيرهم في كل أمر يريدونه؛ ولهذا أمر -عز وجل- رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن يقول للعباد في رسالته إليهم: (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:188).
هذا بإيجاز في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت، فالزواج من حركات العباد وتصرفهم، ولكن هذه الحركات مبنية على إرادة الله ومشيئته؛ ولهذا وجب على العباد أن يتوكلوا على الله في مسارهم وحركاتهم؛ حتى يستمدوا منه العون فيما يشاؤون ويريدون.
فالحاصل: أن للعبد إرادة ومشيئة، ولكن هذا كله مرهون بإرادة الله ومشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
والله -تعالى- أعلم.