الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالحظ النصيب المقدر والنَّصِيب من الْفضل وَالْخَيْر ،وقد يطلق الحظ على مطلق النصيب ، سواء كان من الخير ، أو من الشر ، وهذا هو الذي عليه إطلاق الناس ([1]).
والأصل أنه يجب على المسلم أن يؤمن بما قدر الله له ويرضى به فهو لا يعلم ما هو الخير له فقد يظن أن الله لم يقدر له مالا أو ولدا أو نحو ذلك من أمور الدنيا وما يدري أن الله قد صرف عنه شرا وفي هذا قال عزوجل:” وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”(البقرة:216)
والحظ ليس مانعا للإنسان في أي عمل فالأمر مجرد عمل وجد ولكل نصيبه من هذا أو ذاك فإذا عجز الإنسان من عمله لأي سبب لا يجوز له أن ينسب هذا العجز إلى ما يسميه حفظه والشاهد فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه شداد بن أوس رضي الله عنه:” والعاجِزُ مَن أتبَع نفسَه هَواها وتمنَّى على اللهِ الأمانِيَّ “([2])
من المعلوم أن الإنسان – أو بعضه- يضع اللوم فيما يحدث له على أمر آخر هربا من مواجهة نفسه ومحاسبتها على ما فعل وقد بين الله ذلك في بقوله جل في علاه:” وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ”(الشورى:30) وقوله تقدس اسمه:” أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ “(آل عمران:165)وقوله عز ذكره:” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”(الروم:41).
فالحاصل أن الأمر يتعلق بالإنسان نفسه وما قدره الله له وما عليه عليه إلا أن يعمل ويحسن نيته ويستشرف ما هو خير له.
فالجواب على السؤال أنه لا يجوز سب الحظ وعلى الإنسان أن يعمل ويتوكل على الله .
والله تعالى أعلم
[1] ينظر: “تهذيب اللغة” (3/ 273)،و”القاموس المحيط” (ص 695).
[2] أخرجه الترمذي (2459)، وأحمد (17164) مختصراً، وابن ماجه (4260) باختلاف يسير، والديلمي في ((الفردوس)) (4930) واللفظ له.