سؤال من الأخت” أ.ة ” من الجزائر تقول: شيخنا الكريم، ما توجيهكم لزوج لا يصلي، أو أنه يصلي يومًا ويتوقف عن الصلاة عدة أيام والمشكلة أن الأطفال سوف يقلدون والدهم في ترك الصلاة؟

حكم الزوج الذي يتهاون في أداء الصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمدﷺ، أما بعد:

فالمسلم بحكم نشأته وتربيته، يعلم فرضية الصلاة، وأنها الركن الثاني في الإسلام بعد الشهادتين، والمسلم يعلم كذلك أن الغفلة عن الصلاة، غفلة عن الدين كله، وفي هذا قال الباري عزوجل في الذين يضيعون الصلاة، وما سيلقون في مآلهم: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59] والمسلم حين يقرأ كتاب الله يعلم وجوب الصلاة وجوبا عينيا يترتب عليه أداؤها فإن لم يفعل  حق عليه العذاب الشديد كما في قوله تقدس اسمه: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:4-5]، فهذا الويل للذين يغفلون عن الصلاة؛ أما الذين يتركونها عمدا، فهم في حكم الكفرة.

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فالواجب على زوجها أن يتق الله، ويحافظ على الصلاة، كما أمره الله، وأمره رسوله ﷺ وهو يعلم حقا خطر وعظم ترك الصلاة، أوالتهاون فيها، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه-:” إنَّ العهدَ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ، فمن تركها فقد كفر”([1]) وقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه:” إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ”([2]).

وعلى الأخت السائلة دعوة زوجها إلى الصلاة، وتذكيره بها وخطورة تركها والتهاون فيها، فلها أجر الدعوة، أما خشيتها من تأثر أطفالها، بما يفعله زوجها من إهمال الصلاة، فالواجب عليها تربيتهم وتنشئتهم عليها، فإذا كان هناك مسجد قريب لهم، وهم مميزون فترغبهم في الصلاة فيه، حتى يتعودوا على الصلاة في المساجد في كبرهم.

ونسأل الله عزوجل الهداية لكل متهاون في دينه، إنه سميع مجيب.

 

([1]) صحيح سنن النسائي للألباني(462)، صححه الألباني في صحيح الترمذي، (٢٦٢١)..

([2]) أخرجه مسلم(82).