الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فظاهر السؤال وجود خلاف بين الزوجين إثر مناقشة كانت بينهما، فاعتزل كل منهما صاحبه.
والجواب : هذا الخلاف مما يحدث بين الزوجين، وهو دليل على سوء المعاشرة من أي منهما أو من كليهما، وهذا مما يخالف أمر الله ورسوله، أما أمر الله فقوله -جل في علاه- في حق النساء على الرجال: ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا “(النساء:19) والمعاشرة تقتضي حسن الخلق والسكينة والمودة؛ عملًا بقول الله -عز ذكره-: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “(الروم:21) وأما أمر رسول الله فقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ” لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ”([1]). إن ما قد يحدث بين الزوجين من خلاف مع ما يوجب عليهما البعد عن دسائس الشيطان ونزغاته، وما يفعله من التفريق بين الزوج وزوجته وهدم كيانهما.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فالواجب عليها و على زوجها الصلح والعودة إلى حياتهما، واستذكار أمر الله ورسوله لهما بحسن العشرة، فإن لم يستطيعا ذلك فينبغي لهما أن يرجعا إلى أوليائهما للصلح بينهما.
والله -تعالى- أعلم.
[1] أخرجه مسلم(1469).