سؤال من الأخت” أه” من الجزائر تقول: أنا متزوجة ولدي طفل سبع سنوات، وزوجي يريد مزيدا من الأطفال، لو امتنعت عن الإنجاب، هل أكون آثمة لأني لا أحب كثرة الحمل والولادة؟

حكم امتناع الزوجة عن الحمل

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فإنجاب الولد آية من آيات الله، وإرادته في خلقه فلا تعمر الأرض إلا بالولد، ولا يعبد الله في الأرض إلا بوجود الولد، فإذا امتنع الرجل أو المرأة عن إنجاب الولد، فهذا يعارض إرادة الله في خلقه، فقد جعل الزواج سكينة للرجل والمرأة، وجعله سببا للتزاوج بينهما، وجعل من أسبابه إنجاب الولد، قال عز وجل: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)، وقوله تقدس اسمه: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً) (النحل:72).

هذا في عموم المسالة: أما عن تفكير المرأة بالامتناع عن إنجاب الولد لكونها لا تحب كثرة الولد بسبب الحمل والولادة، كما تقول الأخت فهذا الامتناع لا يجوز؛ لأن الله قدر إنجاب الولد فلا يجوز الاعتراض على هذا القدر إلا إذا كان الامتناع عن الحمل لسبب مشروع كمرض الأم، أو وجود مانع يمنعها عن الإنجاب.

فالحاصل أنه لا يجوز للأخت السائلة الامتناع عن الإنجاب ما لم يكن لها عذر مشروع كالمرض أو عدم تحمل كثرة الإنجاب.

والله تعالى أعلم.