سؤال من الأخت أم ياسر من الجزائر، يقول: ما حكم من أخطأ القبلة في صلاة جمع وقصر في سفر؟

الخطأ في تحديد القبلة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فالأصل أن يستقبل المصلي القبلة؛ لقول الله -تعالى-:( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)(البقرة:144)،ولكن المصلي قد يخطئ في تحديد القبلة؛  لكونه في سفر أو غمامة أو في وضع يصعب عليه فيه تحديد القبلة، فيجتهد حينئذ في تحديدها، فإن أخطأ فصلاته صحيحة وليس عليه إعادة، فهذا الخطأ معفو عنه، والأصل فيه قول الله -عز وجل-:( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)(الأحزاب:5)، والأصل فيه أيضًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” إنَّ اللهَ -تعالى- وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه”([1]).

أما إن تبين  له في أثناء الصلاة خطؤه فإنه ينحرف إلى القبلة دون قطع لصلاته، والأصل فيه حديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال بيْنَما النَّاسُ في صَلَاةِ الصُّبْحِ بقُبَاءٍ، إذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قدْ أُنْزِلَ عليه اللَّيْلَةَ، وقدْ أُمِرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إلى القِبْلَةِ([2]).

 

[1] صحيح الجامع الصغير وزياداته للألباني رقمه (1836).

[2] أخرجه البخاري (4494) واللفظ له، ومسلم (526).