سؤال من الأخت أم عبد الله من الجزائر: شخص أخذ قرضًا من البنك ويعلم أنه به فؤائد؛ لأنه محتاج، ثم ندم وأراد إرجاع المال إلى البنك، أيكفّر عنه فعله…. أم يجب عليه فعل شيء آخر؟ وإذا تصرف بالمال و هو يعلم أنه لا يجوز، و بعد ذلك أرجع المال للبنك فما الحكم؟

حكم من أخذ قرضًا من البنك ثم ندم وأراد إرجاع المال إلى البنك

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فأمر الربا عظيم وقد حرمه الله على عباده، ووصف أكلة الربا بأنهم يوم القيامة لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [سورة البقرة: 275]، ثم نادى -عز وجل- المؤمنين مناداة أمر في قوله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [سورة البقرة – 278- 279]، وهل لأحد أن يقدر على معاداة الله ورسوله؟

ولعل من المهم في هذه المسألة ألا يكون المستدين من البنك قد تحايل عليه، فاستدان منه مالًا ليقضي به حاجته، ثم يعيد مبلغ الدين إلى البنك، فهذا التحايل -إن حدث- لا يجوز. وعلى أي حال فإن في تخلص المستدين من دينه الربوي أجرًا عظيمًا وتكفيرًا – إن شاء الله – عما سلف. قال الله -عز وجل-: {فَمَن جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِن رَبِّهِ فانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وأمْرُهُ إلى اللَّهِ} [البقرة: 275].

والله -تعالى- أعلم.