سؤال من الأخت أم عبد الرحمن من مصر، تقول: هل يتحمل مصمم الأزياء وزر ما تلبسه المرأة المتبرجة خارج بيتها؟

مصمم الأزياء وما يتحمله ومالا يتحمله من الإثم

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فمصمم الأزياء مثل أي عامل له مهنة قد يخطئ فيها وقد يصيب، وتبرأ ذمته فيما يصيب فيه ولا تبرأ عندما يخطئ، وهو متعمد لفعله.

هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت، فينبغي التفريق بين أمرين: الأول: إن كان مصمم الأزياء يصمم أزياء لأناس مجهولين ( رجالًا أو نساء) فيبيع أزياءه لهم حسب طلبهم ورغبتهم، فهذا لا جناح عليه ولو استغل هؤلاء تصميمه؛ لأنه في ذلك مثل بائع البصل والعنب حين يبيعهما بحسبهما مطعومين مباحين، فلا يتحمل إثمهما إذا حولهما المشتري إلى خمر، وكذا ومثل بائع السلاح المرخص به يبيعه كأي سلعة مباحة، ولا يتحمل الإثم إذا استعمل المشتري هذا السلاح لأغراض محرمة.. وهكذا في الأمور والمسائل المماثلة.

والأمر الثاني: أما إذا كان مصمم الأزياء يدعو النساء إلى معمله، فيصمم لهن ملابس تبرز عوراتهن ومفاتنهن، كإبراز صدورهن وأعناقهن وسيقانهن، فهذا يشترك في الإثم إذا استخدمن هذه الأزياء؛ لما سيؤدي إليه ذلك من فتنة النساء مما يتنافى مع وجوب سترهن وعفافهن، وهو ما حذر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)([1]).

والله – تعالى- أعلم.

[1] – أخرجه مسلم برقم : (2742).