الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فظاهر السؤال أن الأخت ذهبت إلى بيت أهلها لقضاء يوم العيد مع أهلها ومع أبيها العاجز فاستاء أهل زوجها من ذلك كماء استاء منها زوجها كذلك.
والجواب أن للزوج حقوقا على زوجته منها عدم سفرها إلا بإذنه وعدم خروجها من البيت إلا بإذنه وعدم صيامها صيام تطوع إلا بإذنه ولكن هذه الحقوق مقيدة بما تقتضيه الضرورة أو العرف أو العادة في العلاقة والمعنى أن للزوجة حقوقا لا يجوز للزوج إسقاطها أو هضمها فمن حقها أن تزور أهلها في المناسبات دون إذنه ومن حقها أن تساعد أبيها أو أمها حال مرضهما، وأن تزور أخواتها، فلا يجوز له منعها من ذلك لأن هذا المنع يؤدي إلى قطع صلة ا لرحم التي أمر الله عزوجل أن يوصلها في قوله جل في علاه: ” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ،أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ “(محمد:22-23).
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فالواجب على زوجها و على أهله عدم منعها من زيارة أهلها في مناسبة العيد أو أي مناسبات مماثلة وكذلك ليس من حق أهل زوجها منعها من هذه الزيارة أو الاستياء منها وعليهم أن يتقوا الله وإعطاء كل ذي حق حقه فإن الغمط لحق من الظلم الذي حرمه الله على عباده.
وأما عن سؤالها عن طلب الطلاق فالواجب عليها خلقا ودينا أن ترضي زوجها وتبين له حقها في زيارة أهلها لصلة رحمها وعلى أهل الزوج أن يتقوا الله ويبتعدوا عن العلاقة في شئون الزوج وزوجته.
فهذه الأمور مما يمكن حلها بالحسنى والكلمة الطيبة وأما طلب الطلاق فلا يحل المشكلة وهو مما يبغضه الله.
والله تعالى أعلم.