الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي العموم البنوك الإسلامية قائمة على أنها البديل للبنوك التقليدية، وتهدف إلى تحقيق الربح للمتعاملين منها، وأنواع الاستثمار فيها قائمة على (المرابحة)، وهي البيع بالثمن الذي يكون هو نفسه الذي ثم شراء السلعة به، أي تكون السلعة التي يتم المرابحة عليها معروفًا ثمنها، وأن يكون البيع محددًا معلومًا، سواء للبائع أو للمشتري، وأن يكون البيع على شكل غرض، أما النقود فلا يصح بيعها مرابحة.
ومن أنواع الاستثمار (المضاربة)، وهذه يتم من خلالها جمع المال والعمل به في الأعمال التي لا يتمكن الأفراد العمل بها بشكل فردي؛ فالمضاربة هي الوسيلة التي يمكن بها للذين لا يملكون المال العمل بالفكر، واستخدام مال الآخرين والربح من خلاله. فالعمل بالمضاربة هو شراكة بين طرفين: أحدهما بالمجهود والآخر بالمال، ويأخذ كل منهما نصيبه حسبما يتم الاتفاق عليه.
ومن أنواع الاستثمار التشارك أو (المشاركة)، وهي قريبة من معنى المضاربة ولكن الفرق بينهما أن المضاربة يتم فيها تقديم رأس المال من صاحب رأس المال وحده، أما في المشاركة فيتم تقديم رأس المال من قبل الطرفين.
فهذه خلاصة موجزة لأنواع الاستثمار في البنوك الإسلامية، والهدف الأساسي منها هو تحقيق الربح للمتعاملين معها على أسس شرعية، بعيدة عن الربا الذي عظم الله أمره وحرمه على عباده، ولعل في تجربة هذه البنوك ما يحقق هذه الغاية.
هذا ويمكن للأخت الاتصال بأحد هذه البنوك؛ للاطلاع على الكيفية التي يتم بها التعامل في هذه البنوك. ونسأل الله -عز وجل- أن يكون تعاملنا وفق ما فرضه الله علينا، من وجوب الأكل من الطيبات، في قوله -عز وجل- : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172].
والله -تعالى- أعلم