سؤال من الأخت أم البنين من الجزائر، تقول فيه: أيجوز للزوجة أن تمتنع عن زوجها في الفراش لأسباب نفسية، ومعاملة غير طيبة منه، أم هي مكرهة على ذلك؟

حكم منع الزوجة زوجها من الفراش لأسباب نفسية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد أمر الله -عز وجل- بحسن المعاشرة بين الزوجين؛ بحسبها السبيل إلى ثبات العلاقة بين الزوجين، فقال -عز ذكره-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ) (النساء:19).

هذا هو الأصل، وما تقضيه المعاشرة بالمعروف من الملاطفة، وحسن معاشرة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، ولكن الزوج قد يكره زوجته، ربما لشيء لا يستطيعه، فأمره الله ا بالصبر عليها؛ لما قد يكون فيه الخيـر له من الولد الصالح وغيـره، فقال تعالى: (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيـرًا كَثِيرًا) (النساء:19).

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت، فالواجب على زوجها معاملتها معاملة حسنة، كما أمر بذلك، فليس من واجبه ولا من حقه أن يطلب منها ما تعطيه من نفسها، في الوقت الذي لا يعاشرها بالمعروف، وإن من العدل والواجب على الزوج أن يعامل زوجته بالحسنى، فإن لم يفعل ارتد ذلك عليها؛ فلا تستطيع حينئذ أن تعامله بالحسنى.

 فالحاصل: أن على الزوج أن يعامل زوجته بما يجب عليه، فإن لم يفعل فليس من حقه أن يطلب منها ما لا تستطيعه.

والله -تعالى- أعلم