الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فعلى العبد أن يتذكر أن الله -عز وجل- أحسن خلقه، وأحسن تصويره، وأجمل تركيبه؛ فهو ليس في حاجة إلى تغيير خلق الله، فإن فعل ذلك عامدًا متعمدًا فقد أطاع الشيطان، الذي حكى الله عنه في قوله بأنه سيضل بني آدم ويغويهم ليغيروا خلق الله : (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)(السناء:119). وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات بقوله: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله…)([1]).
فالحاصل في المسألة : أن كل تغيير في خلق الله وتصويره ابتغاء الزينة، أو تصور الحسن والجمال يعد حرامًا، ولا يستثنى من ذلك إلا ما تقتضيه الضرورة، كالقص من شعر الحاجب إذا كان يؤثر في العين، أو كان هناك تشوه في موضع من مواضع الجسم، كما يحدث في حالات الحوادث، أو ما ينتج من زوائد؛ بسبب الهرمونات، ولا يمكن علاجها إلا بإزالتها.
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت، فإذا كان اتصال شعر الحاجب بشعر الرأس يعد مشوهًا للوجه، أو يضر بالعينين أو إحداهما فيمكن إزالة هذا الاتصال.
والله – تعالى- أعلم .
[1] – أخرجه مسلم برقم : (2125).