سؤال من الأخت أم إبراهيم من الجزائر، يقول: ما حكم لبس النقاب في ولاية دون أخرى، إذ إن كثيرًا من النسوة يقعن في مثل هذا؟

لبس النقاب في مكان وعدم لبسه في مكان آخر

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    فظاهر السؤال أن النساء ينتقبن في مكان ولا ينقبن في مكان آخر، وما تقوله الأخت السائلة واقع في العموم، فالنساء في حواضر المدن يختلفن عن النساء في الأطراف، فهذا التفاوت في النظرة إلى النقاب والحجاب تحكمه الأعراف والتربية ومخرجاتها وما جد  على الأمة  من النوازل،  والاتصال بين الإنسان، وما يؤدي  إليه ذلك من آثار. وأيًّا كانت الأسباب، فإن ما يجب على الأمة في حاضرها وقادم حياتها الالتزام بالقيم والأخلاق، التي تربى عليها أجيالها .

   وهذا الالتزام لا يكون وفق تربية الناس على هذه القيم وتعويدهم إياها، وهذا لا يكون إلا وفق منهج  يضعه المخلصون من الأمة،  سواء في عقيدتهم أو في سلوكهم . فمن المعلوم  عقلًا أن التربية إذا لم تكن مشتركة بين حواضر المكان – أي مكان –  وأطرافه فسوف ينتج منها تفاوت وتباين في السلوك والالتزام .

  ولهذا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وخلفاؤه ومن تبعهم من السلف الصالح يدعون إلى وحدة الأمة، والتزامها بما جاءها من البينات؛ عملًا بقول الله -عز وجل-  : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(الأنعام:153) . وعملًا بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (..فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)([1]).

  هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت، فكما ذكر، الأماكن تختلف في تقاليدها وأعرافها ومدى التزامها بما جاءها من البينات، فالواجب على المسلمة أن تلتزم بحجابها وسترها في أي مكان تكون فيه.

     والله – تعالى- أعلم .

[1] – أخرجه أبو داود  برقم : (4607).