سؤال من الأخت أم أنيس من الجزائر، تقول: من كان عليه دين من صيام رمضان، هل يجوز له أن يقدم صيام ستة من شوال على قضاء صيام رمضان؟

تقديم قضاء الفرض على السنة في الصيام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالصيام نوعان: فرض، وسنة. أما الفرض فشهر رمضان؛ لقول الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، ومعنى كتب أي فرض؛ فلا يجوز تأخيره وتقديم غيره عليه.

وأما السنة في الصيام فمثل ستة أيام من شوال، وصيام يومي الاثنين والخميس، أو صيام أيام البيض، فهذه سنن لم تفرض، فلا تقدم على الفرض، كأيام شهر رمضان أو صيام النذر، فمن نذر أن يصوم يومًا أو أكثر أصبح هذا الصيام دينًا عليه، فيقدم على سنن الصيام، فالنذر بمثابة الفرض، فقد مدح الله -عز وجل- الذين يوفون بنذورهم في قوله -عز ذكره-: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان:7].

 فالحاصل: وجوب تقديم صوم الفرض على صوم السنة.

والله -تعالى- أعلم.