سؤال من الأخت أم أكرم من الجزائر، تقول فيه: امرأة تريد زرع الأسنان، وتخشى أن يكون محرمًا، فما رأي الشرع في ذلك؟.

حكم زراعة الأسنان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فزراعة الأسنان نوع من العلاج الذي يضطر العبد إليه، وقد أباح رسول الله-صلى الله عليه وسلم-للعبد أن يتداوى بقوله-عليه الصلاة والسلام-: «تَدَاوَوْا، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»([1])، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: «ما أنزل اللهُ داءً إلا أنزل له شفاءً، عَلِمَهُ مَنْ علمه، وجَهِلَه من جهِله»([2])؛ فاقتضى هذا جواز التداوي من الأمراض، على أن يكون هذا التداوي بشيء مما أباحه الله، فلا يجوز التداوي بما حرمه، فلما سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن التداوي بالخمر قال: «إنَّه ليسَ بدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ»([3]).

وزراعة الأسنان مما تدعو الحاجة إليه؛ بسبب ما يصيبها من مرض، فتدخل ضمن العلاج المباح، مثل أي مرض آخر. والله-تعالى- أعلم.

 

[1] رواه أبو داود (3874)، قال الشيخ الألباني-رحمه الله تعالى-: “الحديث صحيح-من حيث معناه- لشواهده”. من “التعليقات الرضية على الروضة الندية” (3/154)، صححه  السيوطي في الجامع الصغير، (١٦٩٠)..

[2]– مسند أحمد، ت شاكر، الحديث رقم (3578)، صحح إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة، (٤٥١)..

[3]– رواه مسلم برقم (1984).