الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فزراعة الأسنان نوع من العلاج الذي يضطر العبد إليه، وقد أباح رسول الله-صلى الله عليه وسلم-للعبد أن يتداوى بقوله-عليه الصلاة والسلام-: «تَدَاوَوْا، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»([1])، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: «ما أنزل اللهُ داءً إلا أنزل له شفاءً، عَلِمَهُ مَنْ علمه، وجَهِلَه من جهِله»([2])؛ فاقتضى هذا جواز التداوي من الأمراض، على أن يكون هذا التداوي بشيء مما أباحه الله، فلا يجوز التداوي بما حرمه، فلما سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن التداوي بالخمر قال: «إنَّه ليسَ بدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ»([3]).
وزراعة الأسنان مما تدعو الحاجة إليه؛ بسبب ما يصيبها من مرض، فتدخل ضمن العلاج المباح، مثل أي مرض آخر. والله-تعالى- أعلم.
[1] رواه أبو داود (3874)، قال الشيخ الألباني-رحمه الله تعالى-: “الحديث صحيح-من حيث معناه- لشواهده”. من “التعليقات الرضية على الروضة الندية” (3/154)، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (١٦٩٠)..
[2]– مسند أحمد، ت شاكر، الحديث رقم (3578)، صحح إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة، (٤٥١)..
[3]– رواه مسلم برقم (1984).