سؤال من الأخت أم أسماء من الجزائر، يقول: ستقام دورة في تعليم الحجامة أو الرقية الشرعية، تدوم الدورة يومين اثنين مع أخذ الشهادة في الرقية أو الحجامة، هل يجوز لنا العمل بهذه الشهادة؟

الشهادة في علم الرقية

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

     فإصدار شهادة في علم الرقية وعلم الحجامة بعد دورة  في تعليم هذا العلم جائز؛ فالحجامة علم لا ينبغي أن يمارسها إلا ذو علم بها، وإن كان هذا العلم بسيطًا وسهلًا إلا إنه ضروري وواجب على من يعمل فيها ، والرقية كذلك، ولكن المهم في الرقية أن يكون الراقي مستشعرًا الخشية من الله فيما يرقى فيه من تلاوة آيات من كتاب الله، والأدعية المأثورة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والدعاء للمريض بالشفاء وإخلاص النية في ذلك، وليس في استغلال المريض؛ عملًا بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى)([1]). كما أن من شروط الرقية أن يكون الراقي من أهل التقى، ممن طعامهم وشرابهم وملبسهم حلال؛ حتى يستجاب له، فمن لم يكن على هذه الصفة لا يستجاب دعاؤه ولا رقيته؛ لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن دعاء العبد (يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك)([2]) وفي هذا دليل على عدم قبول الدعاء ممن يكون على هذه الصفة من السلوك.

   فالحاصل: أنه يجوز للأخت في السؤال استعمال الشهادة في الحجامة والرقية، إذا كانت هذه الشهادة مستوفية الشروط للعمل في هذين الأمرين، والله – تعالى- أعلم.

 

[1] – أخرجه البخاري برقم (1).

[2] – أخرجه مسلم برقم (1015).