الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن طاعة الوالدين من طاعة الله، فقد قضى في محكم كتابه ببرهما والإحسان إليهما، وجعل حقهما بعد حقه في قوله- -عز ذكره–:(( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))( الإسراء:23)، وقد أكد هذا الحق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلما سأله أحد الصحابة عمن هو الأحق أن يبره، قال : ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أبوك))([1]). وروي أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها، فسأل النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- هل أديت حقها؟ قال: (لا، ولا بزفرة واحدة)([2]).
ورأى عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- رجلاً يحمل امرأة عجوزًا على ظهره ويطوف بها البيت الحرام. فسأله: مَنْ هذه؟ قال له: إنها أمي، أتراني قد وفيتها حقها يا ابن عمر؟ فقال له ابن عمر: والله مهما فعلت بها فلن يعدل ذلك طلقة واحدة طلقتها فيك ساعة ولادتها([3]).
والأحاديث والآثار في بر الوالدين كثيرة، تدل على عظم حقهما ووجوب برهما وجوب عين، سواء في حياتهما أو بعد مماتهما.
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت، فالواجب أن تستأذن أمها في حضور ما ذكرته عن المناسبة، فإن أذنت لها فذاك خير ،وإن أبت عليها، أو كان في ذهابها ما يحزنها فلا يجوز للأخت حينئذ الذهاب إلى المناسبة المشار إليها.
والله – تعالى- أعلم.
[1] رواه مسلم برقم(4750).
[2] صحح إسناده الألباني في صحيح الأدب المفرد:9.
[3] بر الوالدين لابن الجوزي ص:38.