الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر السؤال أن صاحبته عانت من السحر وقد شفيت منه، ولكن تغيرت حياتها؛ فقد أصبحت تعرف المصاب بالسحر والعين، وتسأل عما إذا كان ذلك من الشرك.
والجواب أنها إذا كانت تعرف مرض السحر أو العين مجرد معرفة بعد تجربتها من هذا المرض، وأنها صارت تعرف المسحور والمعيون فلا ضير عليها من هذه المعرفة، فإذا كانت تعرف الرقية عالجت بها المعيون وأفادته مجرد إفادة، فلا بأس عليها، كذلك إذا عرفت المسحور وعالجته بالقراءة والأحاديث ونحو ذلك من الأدوية المشروعة فلا بأس، ولكن يحرم عليها أن تعالج بالسحر أو تعلّمه غيرها بأي فعل من أفعال الشياطين، فهذا كفر؛ لقول الله -عز وجل-: ﴿وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]، أي أن السحر لا يعالج بسحر مثله، وإنما يعالج بالقرآن، والتغلب على السحرة يكون بالإيمان والذكر، وعدم الاستجابة لوساوسهم.
فالحاصل أنه لا ضير في معرفة المسحور والمعيون، إنما يحرم استخدام أي فعل من أفعال الشياطين.
والله -تعالى- أعلم.