الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فظاهر سؤال الأخت عن المدة التـي يتيمم فيها المريض مع استمرار مرضه .
والجواب أن الأصل التطهر بالماء إلا في حالات معينة، ومنها المرض، قال الله -عز وجل- : (وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)(النساء:43). والجواز للمريض بالتيمم مع وجود الماء حالة استثنائية؛ رحمة من الله بعباده، وعدم تكليفهم ما لا يستطيعون، فإذا كان المرض مستمرًا ولا يستطيع معه المريض التطهر بالماء لسبب واضـح، كالجروح والحروق ونحوها من الأمراض التـي تؤثر في المريض بزيادة مرضه وخطورته، فهنا يجوز له التيمم مدة غير محددة، ولو كانت سنوات، والمهم أن يكون المرض مانعًا له من التطهر بالماء، وهذا مما ينطبق على حال المريضة إذا كان مرضها مستمرًّا .