سؤال من الأخت أمينة من الجزائر، يقول: شيخنا الكريم، القضاء ممكن كل فريضة مع أختها، يعني ظهر مع ظهر، عصر مع عصر.. أم يمكننا أن نصلي القضاء من دون ترتيب، مثلًا نصلي الصلوات الفائتة ليلًا بعد صلاة العشاء؟

هل قضاء الصلاة الفائتة يكون دون ترتيب، بحيث تصلى ليلًا بعد صلاة العشاء

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

     فمن فاتته صلاة من نوم أو نسيان فليصلها إذا ذكرها؛ لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إنه ليس من النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة فليصلها إذا ذكرها. والفائت من الصلاة إما أن يكون محدودًا أو غير محدود، فمن نسي أو غفل عن الصلاة لمدة يومين مثلًا أو خمسة أيام فليصلها بعد الصلاة الحاضرة، المهم ألا يفوت وقت الحاضرة، أما إن كان قد غفل عنها مدة طويلة، كمن سافر للدراسة مثلًا وترك الصلاة مدة إقامته، فهذا لن يستطيع قضاء ما فات عليه من الصلاة، فما عليه إلا الاستغفار والتوبة إلى الله، فقد قال -عز وجل- : (وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: ١٣٥]، أما إن كان قد تركها عمدًا، ففيه خلاف، فجماهير العلماء على أنه يأثم ويجب عليه القضاء، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا قضاء عليه ولا يقبل منه، وعليه الإكثار من التطوع([1])، وقال به أيضًا الإمام ابن حزم بأن عليه الإكثار من فعل الخير([2]).

فالحاصل أن من فاتته صلاة لنوم أو نسيان عليه أن يصليها بعد الصلاة الحاضرة، والله – تعالى- أعلم.

[1] الفتاوى الكبرى 5/320.

[2] المحلى بالآثار2/10.