الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فإن العبادة والاستعانة والاستغاثة والدعاء كلها لله وحده لا شريك له فهو المعبود بحق وهو المستعان به عند الحاجات وهو من يستغاث به عند الشدائد فمن عبد غيره أو استعاذ به أو استغاث به أو دعاه لكشف ضر فقد أشرك معه وحبط عمله وأصبح من الخاسرين.
فالذين يدعون غيره من الأحياء والأموات ويتوسلون بهم إنما يضلون أنفسهم ويفعلون ما يضرهم ولا ينفعهم ولا يفعل ذلك إلا من جهل نفسه وساءت سيرته فلم يعد يفرق بين الحق والباطل وهذا هو ما يحدث للذين يعتقدون زورا أن الذبح للأموات والدعاء عند قبور من يسمونهم بالصالحين يقربهم إلى الله فهذا هو الضلال المبين.
إن الاعتقاد بأن الدعاء عند القبور ينفعهم إنما يفعلون ما يضرهم لأنهم بفعلهم هذا يشركون مع الله من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وقد توعد الله هؤلاء بعدم مغفرته ورحمته في قوله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء:48]. وقوله عز ذكره: ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ [المائدة: 72].
هذا في عموم المسألة بإيجاز أما الجواب عن سؤال الأخت فإن الدعاء عند القبور محرم وهو من الشرك الذي لا يغفره الله فالدعاء لا يجيبه إلا الله ومن يظن أو يعتقد أن أحدا من الأموات سواء كان نبيا أو رسولا أو وليا ينفع أو يضر فقد ضل ضلالا مبينا.
فالحاصل: أنه لا أحد ينفع أو يضر أو يستجيب للدعاء إلا الله عز وجل ومن يفعل غير ذلك يعد مشركا شركا أكبر وهذا الشرك لا يغفره الله.
والله تعالى أعلم.