سؤال من الأخت أميرة من الجزائر، يقول: شيخنا الكريم، ما حكم بقاء الزوجة مع زوج يستعمل المخدرات؟

بقاء الزوجة مع زوجها وهو يستخدم المخدرات

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

   فالأصل أن يكون الزوج سليمًا من هذه الآفات؛ لما فيها من الأخطار عليه وعلى أسرته، فهذه الآفات من الفواحش، وقد حرم الله الفواحش ما ظهر منها ما بطن  بقوله  -عز وجل-  : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )(الأعراف:33).  ووصف هذه الآفات بالفواحش دليل على تحريمها، فمن يستخدمها  يمكن له أن يرتكب القتل والسرقة والزنى، وكل أنواع  المحرمات لفقده عقله وإدراكه .

   والمرأة  التي تبتلى بمثل هذا الزوج  قد لا يكون  لها خيار إلا الصبر على ابتلائها،  أو تطلب الطلاق من زوجها، فكل من الخيارين صعب . وفي مسألة الأخت السائلة، على الزوجة أن تعمل كل ما تستطيعه لتصرف زوجها عن هذه الآفات، وتحاول اقناعه بذلك؛ حرصًا على مصلحة  أسرتها، وأن تسترشد بمن له  قدرة على اقناعه، فإن لم يمتنع فلها الحق في طلب الطلاق  منه إذا كانت تجد خطرًا عليها في دينها أو نفسها أو ولدها، والمرجع في ذلك حكم القضاء  .  والله – تعالى- أعلم .