الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الكذب لا يجوز ، بل هو محرم في كل صوره، والمسلم يمنعه دينه من الكذب، سواءٌ أكان فيما هو حق الله-عز وجل-أم فيما هو حق العباد، وفي هذا قال-عز ذكره-: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ (النحل: 105)، والأصل في تحريمه-أيضا-قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان»([1])، وقوله-عليه الصلاة والسلام-فيما رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: «وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، ويَتَحَرَّى الكَذِبَ، حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا»([2]).
ويستثنى من الكذب ثلاث حالات: حالة المكرَهِ على إيمانه، وحالة الصلح بين المتخاصمين، وكذب الرجل على زوجته في سبيل العلاقة معها، أما ما يقال عن الكذب لدفع الحسد فهذا ليس صحيحا. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59).
[2] -أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607).