سؤال من الأخت ” أميرة بأخلاقي” من الجزائر تقول فيه: هل یجوز الكذب من أجل الوقاية من الحسد والعين؟.

حكم الكذب من أجل الوقاية من الحسد والعين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن الكذب لا يجوز ، بل هو محرم في كل صوره، والمسلم يمنعه دينه من الكذب، سواءٌ أكان فيما هو حق الله-عز وجل-أم فيما هو حق العباد، وفي هذا قال-عز ذكره-: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ (النحل: 105)، والأصل في تحريمه-أيضا-قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان»([1])، وقوله-عليه الصلاة والسلام-فيما رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: «وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، ويَتَحَرَّى الكَذِبَ، حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا»([2]).

ويستثنى من الكذب ثلاث حالات: حالة المكرَهِ على إيمانه، وحالة الصلح بين المتخاصمين، وكذب الرجل على زوجته في سبيل العلاقة معها، أما ما يقال عن الكذب لدفع الحسد فهذا ليس صحيحا. والله-تعالى-أعلم.

[1] – أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59).

[2] -أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607).