الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل والحق الذي يجب أن يكون عليه العبد، الاعتقاد والايمان بأن الله -عز وجل- خلق عباده في أحسن صورة، وركبهم أحسن تركيب، فلا يستاء أحد منهم من خلقه وصورته، قال -عز وجل- وهو أصدق القائلين وأعظم المتكلمين: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )(غافر:64). فذكر -عز وجل- عباده بقدرته وعظمته في جعل الأرض قرارًا آمنا لهم، وجعل السماء بنيانًا آمنًا فوقهم، وصورهم في أحسن الصور، وكما أنه لا يمكن لمخلوق أن يجعل الأرض قرارًا والسماء بناء – حرم -عز وجل- مضاهاته في الخلق أو التصوير، ثم حذر عباده من إضلال الشياطين لهم في تغيير خلق الله؛ وذلك فيما حكاه الله عنه بقوله: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ )(النساء:119). ثم قال -عز وجل- : (وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا)(النساء:119).
هذا في عموم المسألة، أما الجواب عن سؤال الأخت، فلا يجوز نزع شعر الوجه غير الحاجبين بقصد الزينة، سواء لزوجها أو لغيره، فالأصل أن الشعر لا ينبت في وجه المرأة، ولكن قد تحدث بعض الحالات الاستثنائية القليلة، كخروج بعض الشعيرات في لحيتها، فهذه إن كانت تشوه وجه المرأة تشويهًا ظاهرًا، يشهد به العارفون فيمكن قصه، أما إذا كان القصد التزيين فهذا لا يجوز؛ لأنه مما لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعله بقوله : (لعن الله الواشمات والمستوشمات،والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله…)([1]).
[1] – أخرجه مسلم برقم: (2125).