الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإذا عجز المتوضئ عن الانحناء لغسل رجليه فيصب عليهما الماء صبًّا، فالمهم أن يصل الماء إليهما؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-لما رأى رجُلا يُصلّي ، وفي ظهرِ قدمهِ لمعة قدرَ الدرهمِ لم يُصبها الماءُ، أمَرَهُ النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يُعِيدَ الوضوءَ والصلاةَ([1]).
والأصل في مثل هذه الحالات التي لا يستطيع المتوضئ ومن في حكمه القيام بها أن يفعل ما يستطيعه ويقدر عليه؛ لأن الله -عز وجل- لم يكلف عباده ما لا يستطيعون، ولم يلزمهم بما يتعذر عليهم فعله، فدين الله يسر وليس بعسر، وليس فيه ضيق ولا حرج، وفي ذلك قال -عز ذكره-:( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )(البقرة:286)، وقال🙁 وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(الحج:78)،وقال -جل في علاه-🙁 فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(التغابن:16).
[1] صحيح سنن أبي داود(175).