سؤال من الأخت آية من الجزائر، تقول فيه: هل يحق للموظفة أن ترفع قضية على من قامت بتهديدها، والتشهير بها، وإلصاق التهم بها، وهي بريئة من تلك التهم؟.

الحق في مقاضاة من يتهم أو يشهر بغيره دون حق

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالأصل عدم اعتداء الإنسان على أخيه، ذكرًا كان أم أنثى، سواءٌ أكان بالقول أم بالفعل، فهذا الاعتداء محرم، يقول الله -عز وجل-: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: ١٩٠]، وهو من باب الظلم الذي حرمه الله على نفسه، وحرمه على عباده بقوله -جل في علاه- في الحديث القدسي: قال اللهُ – تعالى-: «يا عبادي!، إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه مُحرَّمًا، فلا تَظالموا»([1]) وقوله: ﴿وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: ١٩]، وقوله – تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٨]، هذا في كتاب الله.

أما في سنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – فقال -عليه الصلاة والسلام-: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره»([2]).

وقال -جل في علاه-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النور: ١٩).

وللأخت في السؤال الحق في مقاضاة من اتهمتها، أو شهرت بها، أو تعرضت لها بالقذف، فكل هذا يوجب لها الحق في مقاضاتها.

والله – تعالى- أعلم.

[1]– أخرجه مسلم (2577) باختلاف يسير، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (490)، واللفظ له.

[2]– أخرجه البخاري (6064) مختصرًا، ومسلم (2564) باختلاف يسير.