الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،أما بعد:
فظاهر سؤال الأخت عمن شرب الماء بعد صلاة الصبح. والجواب: إن هذا يحكمه أمران: الأمر الأول: من أفطر متعمدًا في شهر رمضان يعد آثمًا، وعليه التوبة ثم القضاء والكفارة. والأمر الثاني: إذا كان ناسيًا فليس عليه شيء، فقد رفع الله -عز وجل- عن عباده ما لم يتعمدوه في قوله: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:5]. هذا في الكتاب، أما في السنة، فقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه)([1]).
هذا في العموم، أما في سؤال الأخت، فإن كان الرجل شرب الماء ناسيًا -وهو المحتمل- فلا حرج عليه إن شاء الله؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه)([2])، فعلى هذا ليس على الناسي قضاء ولا كفارة.
والله – تعالى- أعلم
[1] – أخرجه ابن ماجة برقم (2043)، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (٤٤٤٥)..
[2] – أخرجه البخاري برقم (1933).