سؤال من الأخت آية.من الجزائر، تقول: رمضانكم مبارك. والدي كبير سن عمره 94 سنة، أخطأ بشرب الماء بعد صلاة الصبح، أيقضي بعد رمضان الأيام التي أخطأ فيها، أو يخرج نقودًا ويدفع فدية، مع العلم أنه مريض؟

من أخطأ و شرب الماء بعد صلاة الصبح

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،أما بعد:

فظاهر سؤال الأخت عمن شرب الماء بعد صلاة الصبح. والجواب: إن هذا يحكمه أمران: الأمر الأول: من أفطر متعمدًا في شهر رمضان يعد آثمًا، وعليه التوبة ثم القضاء والكفارة. والأمر الثاني: إذا كان ناسيًا فليس عليه شيء، فقد رفع الله -عز وجل- عن عباده ما لم يتعمدوه في قوله: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:5]. هذا في الكتاب، أما في السنة، فقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه)([1]).

هذا في العموم، أما في سؤال الأخت، فإن كان الرجل شرب الماء ناسيًا -وهو المحتمل- فلا حرج عليه إن شاء الله؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه)([2])، فعلى هذا ليس على الناسي قضاء ولا كفارة.

والله – تعالى- أعلم

[1] – أخرجه ابن ماجة برقم (2043)، صححه السيوطي في الجامع الصغير، (٤٤٤٥)..

[2] – أخرجه البخاري برقم (1933).