الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالتداوي لعلاج مرض ما، أو بقصد الحصول على منفعة عضوية أو نحوها يعد من المباح، والأصل فيه قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «ما أنزل الله من داء إلا وقد أنزل معه شفاءً، علمه من علمه، وجهله من جهله»([1]).
والتداوي بالأغذية كمنع بعضها عن المريض والإقبال على بعضها الآخر مما لا بأس به، إذا كان هذا ممن لهم خبرة علمية في الأغذية والتداوي بها، فهذا مما لا بأس به .
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت فالظاهر منه أن طبيبة تحاول علاج امرأة ببعض الأغذية لإنجاب الذكور، فلعل هذا لا بأس به، إذا كانت هذه المرأة ذات خبرة علمية، ومأمونةً في علاجها من الأشياء المحرمة، هذا لا بأس به، وفي كل الأحوال فإن إنجاب الذكور والإناث بيد الله -عز وجل- وإرادته: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ﴾ (الشورى: 49-50)، والذكر والأنثى من خلق الله، ولا يدري العبد من الأقرب نفعًا له منهما، ومن أسباب إنجاب الذرية الدعاء إلى الله-عز وجل-، قال -عز ذكره-: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى﴾ (آل عمران:-38-39) .
فالحاصل: أنه يجوز للمرأة التداوي بما فيه نفع لها، على أن يكون ذلك مِنْ قِبَلِ مَنْ له خبرة علمية في هذه الأمور. والله – تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه الحاكم في المستدرك برقم : (7424)، وأصله في الصحيحين، صحح إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة، (٤٥١)..