الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد ،وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذا النثر للدم على الجدران لا يجوز، بل هو من الشرك إذا كان المراد الاستعاذة به من الجن، فالاستعاذة لا تجوز إلا بالله، فهو المعين وحده،  فلا يملك النفع أو الضر إلا هو، فمن اعتقد أن المخلوق يملك النفع أو الضر مع الله فقد أشرك، وقد حرم الله الشرك، وعظّم أمره، وحرم مغفرته؛ لقوله -عز وجل- : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ (النساء:48)، وقوله -عز ذكره- : ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ ﴾ (المائدة:72).

هذا هو الأصل، والشاهد فيه -أيضًا- قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من علق تميمة فقد أشرك»^([1]) وقوله -عليه الصلاة والسلام- : «مَن لَقِيَ اللهَ لا يُشرك به شيئًا دخل الجنة، ومَن لقيه يُشرك به شيئًا دخل النار»^([2])، فاقتضى هذا أنه لا يجوز للعبد أن يستعيذ بغير الله لجلب نفع، أو دفع ضر؛ لأن الاستعاذة لا تكون إلا بالله -عز وجل-، فهو المعين، وبيده النفع والضرر.

وإذا أراد العبد أن يستعيذ من شر  الشياطين فليستعذ بالله وحده؛ وفي هذا قال -عز وجل-  لنبيه ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم -: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (النحل :98-99)، وقال -جل وعلا-: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾ (المؤمنون:96-97).

فعلى هذا لا يجوز نثر دم الأضحية أو غيره على جدران البيت لدفع شر الجن، أو دفع الآفات، كما في السؤال، فهذا من وساوس الشيطان، ومحاولته إضلالَ العبد وإغواءَه؛ فالاستعانة والاستعاذة والاستغاثة لا تكون إلا بالله -عز وجل-، فنعم المولى ونعم النصير.

[1] – أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم : (17422)،  صححه الألباني في صحيح الجامع، (٦٣٩٤).

[2] – أخرجه مسلم برقم : (93).