الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فمن المعلوم شرعا وديانة وقضاء أن الأب مسئول بالإنفاق على ولده وزوجته فلا يجوز له أن يتخلى عن هذه المسئولية والأصل في هذا الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، أما الكتاب فقول الله عزوجل في حق الزوجة:”أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ”(الطلاق:6)وقال في حق الولد:”وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”(البقرة:233)وأما السنة فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:” كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ..”([1]) وأما الإجماع فقد أجمعت الأمة في سلفها وخلفها على أن الأب مسئول عن ولده في تربيته والإنفاق عليه وأنه مسئول عن ذلك ديانة وقضاء فمن ضيع ولده يأثم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد ا لله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه:” كَفَى بالمَرْءِ إثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ”([2])
وأما المعقول فالمعلوم عقلا أن الأب هو رب أسرته وتترتب مسئوليته في التربية والإنفاق عليه ودفع الغوائل عنه هذا هو الأصل وإلا لم يكن للزواج معنى.
وبالنسبة لسؤال الأخت فالواجب على زوجها ألا يسافر إلا وقد رتب الإنفاق عليها وعلى ولده فيحرم عليه تركهم في حاجة إلى أسس حياتهم من الطعام وغيره وعلى زوجته مطالبته بما عليه فإن لم يفعل فيحق لها الرفع للقضاء.
والله تعالى أعلم
[1] أخرجه البخاري (2554)، ومسلم (1829).
[2] أخرجه مسلم (996).