الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
فالجواب: أنه لا يجوز للأم أو الأب الدعاء على أحد من أولادهما ولو كان فيهم عقوق وذلك لسببين:
السبب الأول: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذر من الدعاء على الولد وذلك فيما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ”([1]).
والسبب الثاني: أن هذا الدعاء غالبا ما يكون نتيجة انفعال عن خطأ يسير فيحاول الداعي الانتقام من صاحبه، وهذا خطأ فاحش، فالواجب على الوالدين إذا واجها مثل هذا الانفعال أن يستعيذا الله ويطفئا نار الغضب بالماء، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عطية السعدي -رضي الله عنه-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ الغضَبَ مِنَ الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ منَ النارِ، وإنَّما تُطفأُ النارُ بالماءِ، فإذا غضِبَ أحَدُكم فلْيَتوضَّأْ”([2]).
وعلى الوالدين أن يدعوا لأولادهما بالهداية، ويعملان على توجيهم بما شرعه الله، ومن ذلك الدعاء لهم بالثبات على الدين والبر بهما.
هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال فلا يجوز لأي من الوالدين الدعاء على أولادهما.
والله تعالى أعلم.
[1] – أخرجه مسلم (3009) مطولاً.
[2] – أخرجه أبو داود (4784)، وأحمد (17985)، حسن إسناده شعيب الأرنؤوط في تخريج شرح السنة، (٣٥٨٣).