الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد أما بعد:
ففي قضاء الوتر خلاف بين بعض أهل العلم ففي مذهب الإمام أبي حنيفة أن من طلع الفجر عليه ولم يصل الوتر وجب عليه القضاء سواء كان ذلك عن نسيان أو عمد فيقضيه وإن طالت المدة ([1]) وفي مذهب الإمام مالك لا يقضي الوتر إذا تركه بعد أن صلى الصبح فإن تذكره فيها ندب إليه ([2]).وفي مذهب الإمام الشافعي يستحب قضاء الوتر كما نص عليه في المذهب الجديد ([3]) وفي مذهب الإمام أحمد يقضي الوتر إذا فات وقته وذلك على سبيل الاستحباب([4]) واستدلوا على ذلك بقول رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه (من نامَ عن وترِهِ أو نسيَهُ فليصلِّهِ إذا ذكرَهُ)([5]). كما استدلوا على ذلك بما بقول عائشة رضي الله عنها (كان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نام أو شَغَله مرضٌ أو غيرُه عن قيامِ اللَّيلِ، صلَّى بالنهارِ ثِنتي عشرةَ ركعةً) ([6]).
هذا في عموم المسألة، والجواب على سؤال الأخت رجحان القول بقضاء الوتر إذا فات عملا بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فاته الوتر في الليل فيقضيه في النهار وكيون قضاؤه شفعا بمعنى أن يصلى ركعتين.
والله تعالى أعلم.
[1] – فتح القدير على الهداية لابن الهمام ج 1/312و الفتاوى الهندية ج 1 ص 111،121.
[2] – وحاشية الزرقاني ج1 ص 285 والباجي على الموطأ ج 1 ص 224 .
[3] – شرح المنهاج وحاشية القليوبي ج 1ص 213 والمجموع للنووي ج4ص 16-24 .
[4] – كشاف القناع ج 1ص 327 ومطالب أولي النهى ج 1ص 564.
[5] – صحيح أبي داود برقم:( 1431) وقال الألباني (صحيح).
[6] – أخرجه مسلم برقم:(746).