سؤال من الأخت)ب.م. من الجزائر، تقول: شيخنا، لدي مسألة تخص النفساء التي بها النفاس، في البداية سال منها دم، ثم بعد يوم تقريبًا أصبحت ترى اصفرارًا، فقط ولا ترى دمًا. ما الحكم؟ هل الصفرة دليل على أنها طهرت لتصلي ؟ للعلم هي أنجبت عن طريق العملية القيصرية، وهل مدة النفاس أربعون يومًا لتطهر المرأة؟

أنجبت عن طرق عملية قيصرية وانقطع الدم بعد يوم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر سؤال الأخت أنه بعد الولادة نزل منها دم، ثم أصحبت ترى اصفرارًا.

والجواب أنه لا حد  لأقل النفاس، أما أكثـره فأربعون يومًا، فقد لا ينـزل دم أو ينـزل ثم ينقطع، والأصل أن تكون المرأة  قد طهرت  من الدم المعروف بلونه الأسود أو الأحمر، فإذا انقطع عنها هذا الدم ورأت بعد ذلك صفرة أو كدرة فعليها أن تغتسل وتفعل ما تفعله المرأة الطاهرة. والأصل فيه حديث أم عطية -رضي الله عنها- قالت:” كنا لا نعتدُّ بالصُّفرةِ والكُدرةِ بعدَ الغُسلِ شيئًا”([1]).

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فإذا كان الدم قد انقطع  عنها، وأصـبحت ترى أنها قد طهرت فلا تلتفت للصفرة والكدرة، بل تغتسل وتصلي وتصوم وتفعل ما تفعله الطاهرات ، ولو عاد الدم إليها فتتوقف إلى أن ينقطع أو تكمل الأربعين يوما.

أما مدة النفاس بعد العملية القيصرية فإن كان لم ينـزل منها دم فلا نفاس عليها؛ لأن مدة النفاس مرهونة بنـزول الدم، فإن لم يكن نزل منها دم فلا نفاس عليها، بل تفعل ما تفعله المرأة الطاهرة.

والله -تعالى- أعلم.

 

[1] أخرجه البخاري (326) مختصرًا، وأبو داود (307)، والنسائي (368)، وابن ماجه (647) باختلاف يسير.