الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأما بعد:
فقد تفاعل بعض الإخوة مع ما نشر حول المدرسة التي تمنع الطالبات فيها من حجابهن، وقول بعضهم: إن الطالبة المشار إليها ليست مضطرة للدراسة في هذه المدرسة، وإنها غير مكرهة، وقول بعضهم الآخر : إنه لا طاعة للمدرسة؛ لأنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق.
والجواب عمّا ذكر أن الجواب السابق عن السؤال لم يتعرض للدراسة في هذه المدرسة أو غيرها، وما إذا كان يجوز أو لا يجوز للبنت أ ن تدرس فيها؛ لأن ذلك مما يخصها وأهلها.
فكان الجواب عن السؤال ينصب على أنها إذا كانت ترغب في الدراسة في تلك المدرسة، وترى هي أو أهلها أنها مضطرة فيجوز خلع حجابها في المدرسة إذا كان قلبها مطمئنًا بالإيمان؛ لأن الله -جل وعلا- وسّع على عباده، فمن كان منهم مضطرًّا ومكرهًا على أمر لا يبتغيه فقد عفي عنه، إذا كان قلبه مطمئنًا بالإيمان، كما هو الحال في أكل الميتة والدم ولحم الخنزير ونحو ذلك، والأصل في هذا قول الله -عز وجل-: “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “(البقرة:173)
والله -تعالى- أعلم