الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد خلق الله الأنعام لمنفعة عباده في مأكلهم ومركبهم وزينتهم، فقال -عز ذكره-: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: 5-6]. ومنافع الأنعام تتعدد حسب طبيعتها، فمنها ما يكون في صوفها وأشعارها، ومنها ما يكون في جلودها، ومنها ما يكون في أرواثها، ومن هذه المنافع تسميد الزرع ومختلف النبات التي امتن الله بها على عباده، وسخرها لهم بغير حول منهم ولا قوة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :”أما بول ما يؤكل لحمه، وروث ذلك، فإن أكثر السلف على أن ذلك ليس بنجس ، وهو مذهب مالك وأحمد وغيرهما ويقال: إنه لم يذهب أحد من الصحابة إلى تنجيس ذلك؛ بل القول بنجاسة ذلك قول محدث لا سلف له من الصحابة. وقد بسطنا القول في هذه المسألة في كتاب مفرد، وبينا فيه بضعة عشر دليلا شرعيا، وأن ذلك ليس بنجس”([1]).
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخ عن مدى جواز تسميد الزروع والخضراوات بأرواث الأنعام، فهذا جائز ولا حرج فيه إن شاء الله؛ لأنه من منافع الأنعام، على أن تكون هذا الأرواث غير مصحوبة بغيرها من النجاسات، وألا تكون ضارة، وفرق بعض العلماء بين الحيوان مأكول اللحم وغيره.
والله – تعالى-أعلم.
[1] مجموع الفتاوى، (21/613).