الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
الأصل أن يكون تعامل العباد في علاقاتهم إما وفق ما وضعه الله ورسوله لهم من القواعد والأحكام، وإما ما درجوا عليه مما اشتقوه منها من العادات والأعراف، فالأصل تحكيم هذه العادات طالما أنها لا تعارض نصًّا من كتاب الله، وسنة رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم -، أو إجماع الأمة؛ ولهذا وضع الفقهاء قاعدة تنص على أن العادة محكمة، وأن المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا .
هذا في العموم، أما عن سؤال الأخت بأن المضيف ينام مع الضيف؛ إكرامًا وتأنيسًا له، فإذا كانت هذه القاعدة عامة، فالأفضل بل الواجب على الزوج في المسألة قبول هذه العادة. أما إذا أصر على عدم بيات زوجته مع أمها حال استضافتها فالواجب على الزوجة طاعة زوجها؛ لأنه لا يجوز لها الامتناع عن طاعته إذا طلبها لفراشه؛ لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)([1]). فإذا عصت زوجها ترتب على ذلك مفسدة هي فساد العلاقة في البيت، وما قد ينتج منه طلاق ونحوه. وتستطيع الزوجة أن توفق بين إكرام أمها وطاعة زوجها.
فالحاصل : أنه لا يجوز للزوجة عصيان زوجها إذا دعاها إلى فراشه. والله – تعالى- أعلم .
[1] – أخرجه البخاري برقم : (3237).