الحمد لله ربِّ العالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى رسوله محمَّدٍ، وعَلَى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالأخ السَّائل يَسْأل عَمَّا إذا كان يجوز القول: (عُذْرًا يا رسول الله)، و(عَفْوًا يا رسول الله). والجواب: أنَّ الواجب أن يَتَمَسَّكَ العبدُ بما هو مأثورٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو عن صحابته، سواءً في الدُّعاء أم في المناجاة، فإذا كان قَصْدُ الأخ العَفو عن خطأ ارتَكَبه فلا يُطْلَب العَفو إلا مِن الله، فهو وحده الذي يَعْفو عن سيِّئات عباده؛ كما قال -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وإن كان القَصْدُ مِن العُذْرِ السَّماح أو العَفو عن خطأ ارتَكَبه فهذا لا يكون إلا مِن الله.
أمَّا قَوْل: (لَبَّيْكَ يا رسول الله) يُقْصَدُ مِنه محبَّته وتَوْقِيره والسَّلام عَلَيه، كما نَقُوْل في التَّحِيَّات في الصلاة: ((السَّلام عَلَيك أيُّها النَّبيُّ ورَحمة الله وبركاته))، فهذا طَيِّبٌ.
فالحاصل: أنَّ مِن الواجب التَّمُسُّك بما أُثِرَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-– وصحابته، سواء في المناجاة أو في الدُّعاء أو في أيِّ أمرٍ مِن أمور الدِّين.
والله -تعالى- أعلم.