سؤالٌ مِن الأخت: نُوْر، مِن فرنسا، يقول: هل جماعة المسلمِين هِيَ نُفْسها المراكز الإسلاميَّة في أوروبا؟ وهل هناك فَرْقٌ بينهما؟

جَماعَةُ المسلِمِين

الحمد لله ربِّ العالَمين، والصَّلاة والسَّلام عَلَى نبيِّنا محمَّدٍ، وعَلَى آله وأصحابه أجمعين، أمَّا بعد:

اسم الجماعة يُطْلَق عَلَى كُلِّ جَمْعٍ مِن النَّاس إذا كانوا ثلاثة فأكثر، فالذين يُصَلُّون الصَّلَوات الخَمْس في المساجد يُسَمَّون جماعة، والذين يسافِرون في رَكْبٍ يُسَمَّون جماعة إذا كانوا ثلاثة فأكثر؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((الرَّاكبُ شَيْطان، والرَّاكِبان شَيْطانان، والثَّلاثة رَكْبٌ))([1]).

ويُطْلَق اسم الجماعة كذلك عَلَى الأُمَّة؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ أُمَّتِي لا تَجْتَمِع عَلَى ضَلالَةٍ))([2]). ودِين الإسلام دِينُ الجماعة، فكُلُّ جَمْعٍ مِن الأُمَّة في الحَضَر أو السَّفَر يُسَمَّى جماعة، فالمراكز الإسلاميَّة في البُلْدان المختلِفَة يُسَمَّى أصحابُها جماعة، إذا كانوا أكثر مِن واحدٍ.

والمهم أن تكون هذه الجَماعة -أيًّا كان مَكانها أو زَمانها- جماعة خَيْر ومَحَبَّة وتَعَاوُن عَلَى البِّر والتَّقْوَى، ولا تَتَعاوَن عَلَى الإثْمِ والعُدْوان؛ عَمَلًا بقول الله -عزَّ وجَلَّ-: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].

 

([1]) أخرجه أبو داود، كتاب: الجهاد، باب: في الرجل يسافر وحده، برقم: (2607)، (4/249)، والترمذي، أبواب: الجهاد، باب: ما جاء في كراهية أن يسافر الرجل وحده، برقم: (1674)، (3/301)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم: (3524)، (1/661).

([2]) أخرجه ابن ماجه، أبواب: الفتن، باب: السواد الأعظم، برقم: (3950)، (5/96)، وضعف إسناده الألباني في السلسلة الضعيفة، لكنه قال: “جملة الإجماع لها طرق أخرى فتتقوى بها”، برقم: (‌‌1510، ‌‌2896)، (4/20، 6/435).