سؤالٌ مِن الأخت: رَسِيل، من الجزائر، يقول: عندنا شجرة عِنَب في المنزل، وأَرَدْنا أن نُزيلها هل يجب أن نَذْبَح عليها؟

الذَّبح بمناسبة إزالة شجرة

الحمد لله ربِّ العالَمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ، وعَلَى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فَلَيْسَ في ظاهر هذه المسألة ما يفيد عن الغاية مِن الذَّبح بمناسبة إزالة هذه الشَّجرة، فإن كان الذَّبح لِنَبِيٍّ أو وَلِيٍّ أو شَيْخٍ فهذا الذَّبح لغير الله، ويُعَدُّ شِرْكًا، وقد عَظَّم الله -تعالى- أَمْرَ الشِّرك، وحَذَّرَ منه، ووَعَدَ بعدم مغفرته في قوله -عزَّ وجلَّ-: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، وقوله -عزَّ ذِكْرُه-: ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 116]، وكان الأنبياء والرُّسل -عليهم السَّلام- يُحَذِّرون أقوامهم مِن الشِّرك ويَدْعونهم إلى وحدانيَّة الله. وإن كان القصد مِن الذَّبح بمناسبة إزالة الشَّجرة فَلَيْسَ للشَّجرة قُدْسِيَّة مُعَيَّنة تَتَطلَّب الذَّبح لِغَرْسها أو إزالتها، وإن كان القصد مِن الذَّبح تَكْرِيم هذه الشَّجرة بمناسبة إزالتها فهذا أيضًا لا مَعْنَى له؛ فالشَّجرة لا تكرم بِمَعْنَى التَّكريم؛ لأنَّها نوعٌ مِن النَّباتات التي يجوز للإنسان التَّصرُّف فيها بما يُحَقِّق المنفعة منها.

إنَّ الذَّبح لا يكون إلا لله، قال -عزَّ وجلَّ- وهو يُعَلِّمُ رسولَه وأُمَّته: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163]، وهذا يَقتضِي حُكْمًا أنَّ مَن ذَبَح لغير الله، سواء عند قبرٍ أو شجرٍ أو في أيِّ مكان – يُعَدُّ مُشْرِكًا بالله، مرتَكِبًا لأَعْظَم الذُّنوب وأَبْعَدِها عن الله -عزَّ وجلَّ- والله -تعالى- أعلم.