الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل أن الصائم لا يتناول شيئا يقويه على الصيام أو يضعفه عنه، ولهذا حرم عليه الأكل والشرب؛ لأن المقصود بالصوم ترويض النفس على العبادة التي أمر الله بها. فالصوم امتثال لأمر أمر الله عز وجل به عباده، وهذا الأمر يقتضي طاعته وإلا عد التارك لأمره غير مطيع له، وفي ذلك إثم وجزاء. والأصل أيضا ألا يقرب الصائم شيئا يؤدي به إلى حدوث نجاسة كالجماع وما في حكمه.
وتغيير الدم كما في السؤال يبدو أنه علاج لمن تضطرهم حالتهم الصحية إلى هذا التغيير، ولا يبدو أنه لتغذية الجسم بقدر ما هو ضرورة لصحة الإنسان أو حياته، فهو -كما يبدو- ليس بمعنى الأكل والشرب المفسد للصوم، فإذا كان بهذا المعنى فلا يؤثر في صحة الصوم. والأصل في معنى تغذية الجسم من عدمه يرجع إلى رأي الطبيب المسلم الخبير في مجال الدم، فإن تبين أن هذا التغيير مجرد علاج صحي تقتضيه حالة المريض ولا يؤثر في تغذية الجسم بمعنى الأكل والشرب فصوم صاحبه صحيح؛ لأن الأصل في كل شيء الإباحة إلا ما أتى دليل على خلافه، كما أن الأصل براءة الذمة واليقين لا يزول بالشك.
والله -تعالى- أعلم.