الأخت” ه.ة الله” من الجزائر، تقول: لدي سؤال حول الإجهاض. امرأة حامل قال لها الطبيب: لا تقومي بأشغال البيت لكيلا يسقط الجنين، فلم تأخذ بنصائحه بحكم أنها وحيدة لا أحد يساعدها، هي من تربي أولادها.. وسقط الجنين. تسأل: هل هي السبب في ذلك؟ وهل عليها الكفارة؟ أفيدونا بنصائحكم، وجزاكم الله خيرًا؟

سقوط الجنين قبل موعد ولادته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فظاهر سؤال الأخت عن سقوط جنينها؛ لأنها لم تأخذ بنصيحة الطبيب. الذي نصحها بأن تخلد للراحة ولا تعمل.

والجواب أن الجنين إذا سقط ولم يبلغ بعد مائة وعشرين يومًا، أي قبل نفح الروح فيه- فليس عليها من حرج، في قول أهل العلم، وإن كان الواجب يقضي بالمحافظة عليه منذ بداية حمله؛ لأن حكمة الله وقضاءه أن يتناسل الخلق إلى يوم القيامة.

وإن كان الجنين قد تجاوز مائة وعشرين يومًا فهذا إنسان كامل، ففي حال الاعتداء عليه تجب الدية كاملة([1]) مثله مثل أي إنسان آخر.

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخت فقد أوضحت لاحقًا أن الجنين لم يتجاوز شهرين من عمره، فلا جناح عليها، ولا يلزمها كفارة، ولكن الأفضل في مثل هذه الأمور الاستغفار؛ لأن كل ما يصيب العبد ثم يستغفر الله منه يعوضه الله خيرًا فيما أصابه.

والله -تعالى- أعلم.

[1] ((البحر الرائق)) لابن نجيم (3/215)، و((حاشية ابن عابدين)) (3/176)، و(الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (2/266)،وحاشية البجيرمي 2 / 250، و((الغرر البهية)) لزكريا الأنصاري (5/331). والمغنى مع الشرح الكبير 9 / 550، و((مطالب أولي النهى)) للرحيباني (1/267)والمحلى الآثار جـ 11 ص 98.